الاخبار
 

                                                                                                                   

الرئيسية                 إتصل بنا    English

 

              
 

 

41/ محلي/مهرجان الزيتون ...مبدعون يحولون الحرفة إلى هوية والفن إلى علاج والزراعة إلى ابتكار      

 

 
عمان 3 كانون الأول (بترا)- رندا حتاملة- في فضاءات مهرجان الزيتون الوطني 25، لا تبدو المعروضات مجرد منتجات تعرض على طاولات، بل تبدو أشبه بصفحات كتاب كبير يقلب على مهل، وتروى على هوامشه العديد من قصص نساء وشباب وفنانين أعادوا تعريف مفهوم العمل الريفي والاقتصاد الأخضر، حيث تنتشر أجنحة المهرجان بين عبق الزيتون وابتسامات الزوار، وتتحول الزوايا الصغيرة إلى منصات إبداع صادقة، فهنا امرأة تحيك الذاكرة وهناك فنان يرمم الطبيعة بالفن وفي زاوية أخرى تتقدم نساء وشباب بمشروع زراعي غير مسبوق.
مشاركات ومشاركون في هذا المعرض يرون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، تجاربهم الريادية في هذا المعرض المستمرة فعالياته في مكة مول، أرض المعارض.
تقول ثائرة عربيات من السلط، لم تكن زاويتها مجرد مساحة لعرض تهديب الهدب، بل كانت تؤكد كيف يمكن للخيط أن يتحول إلى سردية كاملة، مؤكدة أن الهدب ليس زخرفة وأن توقيعي على الزي الشعبي في كل خيط هو امتداد لجداتنا، حيث أشعر أنني حين أعمل أعيد ربط الماضي بالحاضر.
وأوضحت أن الهدب كان عبر العقود لغة النساء في القرى، حيث يحمل كل شكل من أشكاله دلالة معينة، "هدب العروس، هدب المناسبات، هدب الرحلات وهدب الأثواب المطرزة للضيافة".
وأضافت، إننا نرسخ من خلال صناعة الثياب ذاكرة أجدادنا، فالفتاة اليوم حين ترتدي ثوبا مهدبا تعرف أنها تحمل جزءا من جذورها، مبينة أن الطلب على الهدب تصاعد خلال السنوات الأخيرة، ما جعل الحرفة تتحول من عمل تراثي منزلي إلى مشروع اقتصادي يسهم في دعم الأسر، خصوصا للنساء اللواتي يُعلن أسرهن.
وقالت، إنها تطمح لإنشاء مركز تدريب متخصص لتعليم الهدب في السلط، موضحة أنها باتت مدربة معتمدة لتعليم السيدات حياكة غرز الهدب.
من جهته، أشار الفنان التشكيلي وليد عياصرة من جرش، من خلال مجموعة من أعماله جذبت الأنظار وأعمال نحتية ولوحات ليست ألوانا على خشب، بل هي مخلفات زيتون أعاد تشكيلها، الى أنه كان دائما مفتونا بالخشب، لكنه اكتشف أن مخلفات عصر الزيتون، خصوصا جذوع الأشجار المكسورة ونواتج التقليم تحمل جمالا خفيا، حيث أراد أن يثبت من خلال هذه الأعمال بأن "ما يعتبره البعض نفايات يمكن أن يصبح فنا ينتفع به".
وأكد عياصرة، أنه يقوم بصناعة الطاولات والأطباقا وقواعد الطاولات والعديد من الديكورات المنزلية، بالإضافة الى إكسسوارات خشبية صغيرة، مشيرا الى المشروع يهدف إضافة الفن الى دعم البيئة وتقليل الهدر ومنح الأشجار المريضة أو المكسورة حياة جديدة.
وأضاف، إن مشروعه فتح الباب أمام المزارعين لبيع المخلفات بدلا من التخلص منها بالحرق أو الرمي، ما يحقق مردودا إضافيا لهم، مؤكدا أنه يطمح لإنشاء ورشة فنية في جرش تكون مركزا لتعيلم تدوير مخلفات الزيتون وتحويلها إلى أعمال فنية.
بدورها، بينت ممثلة تعاونية الظلال من مأدبا، إباء عواملة، أن فكرة زراعة الكركم الطازج بدأت كفكرة صغيرة، ثم اكتشفنا أن له فوائد مضادة للالتهابات ومقوية للمناعة فقررنا تطويره ليصبح مجموعة منتجات غذائية وصحية وتجميلية.
وأشارت الى أن منتجات التعاونية تصل اليوم إلى أكثر من 15 صنفا، من بينها مربى الكركم وصابون الكركم الطبيعي ومشروب الكركم العلاجي ومساحيق علاجية طبيعية وخلطات مطحونة جاهزة للطهي.
وأوضحت العواملة، أن الكركم الطازج أثبت فعاليته طبيا في التخفيف من التهابات المفاصل ودعم جهاز المناعة وزيادة حيوية الجسم وتبييض وتنعيم البشرة عند استخدامه في الصابون.
من جانبه، قال مسؤول التعاونية جمال البواريد، أن تعاونية الظلال تضم نساء يعملن بدوامات مرنة، ما يجعل من المشروع مصدر دخل ثابت ومستدام لعدد من الأسر ضمن التعاونية يحضر الشباب أيضا، ليمثلان الجيل الجديد الذي يربط العمل التقليدي بروح التنظيم والتسويق الحديث.
يشار الى أن مهرجان الزيتون لم يعد مجرد معرض لبيع المنتجات، بل أصبح مختبرا للتجارب الريفية ومنصة تكشف كيف يتحول التراث إلى اقتصاد والفن إلى رسالة بيئية والأرض إلى مصدر ابتكار متجدد.
--(بترا)
رح/ أ أ



03/12/2025 18:51:16

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية © 2025