الاخبار
 

                                                                                                                   

الرئيسية                 إتصل بنا    English

 

              
 

 

50/  تحقيقات/ العمل التطوعي في الأردن يجسد قيم العطاء والتكافل      

 

  عمان 5 كانون الأول (بترا)- بشرى نيروخ - يبرز العمل التطوعي في الأردن كقوة مجتمعية فاعلة تترجم التضامن الوطني إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع، في مشهد يجسد قيم العطاء والتكافل.
ومع احتفال المملكة باليوم العالمي للتطوع الذي يصادف اليوم الجمعة تحت شعار "كل إسهام يصنع فارقًا"، تبرز جهود مؤسسة ولي العهد عبر المنصة الوطنية للتطوع ومشاركة الشباب "نحنُ"، أحد برامجها والتي تنفذ أعمالها بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وبالتعاون مع وزارة الشباب عبر إحصائيات لافتة: فأكثر من 203 آلاف متطوع سجلوا في المنصة من كافة محافظات المملكة ومن مختلف الأعمار والخبرات، وامتدت ساعات العمل التطوعي إلى نحو أكثر من 6 ملايين و976 ألف ساعة عمل تطوعي، عبر أكثر من مليون و80 ألف فرصة تطوعية، ما يعكس أن التطوع لم يعد مجرد عمل ثانوي بل هو ركن أساسي من هوية الأردنيين ورافد مهم لريادة المملكة في العمل الإنساني والمجتمعي.
وترسيخًا لمفهوم العمل التطوعي في الأردن، أطلق سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، جائزةُ الحسين بن عبدِ الله الثاني للعملِ التطوعيِ في الخامسِ منْ كانونِ الأولِ 2021، احتفالاً باليومِ العالميِ للمتطوعينَ، بهدف تعزيزِ ثقافةِ العملِ التطوعيِ وتحفيزِ جهودِ الأفرادِ والمؤسساتِ التطوعيةِ وتفعيلِ المسؤوليةِ المجتمعيةِ لدى المؤسساتِ، وتقدير جهود الأفراد والمؤسساتِ القائمةِ على الأعمالِ التطوعيةِ المتميزة وذات الأثرِ الإيجابي في عمليةِ التنمية المستدامة.
وزير الشباب الدكتور رائد سامي العدوان، قال:" إن هذا اليوم يشكّل محطة للتأكيد على حضور قيم العطاء والإنسانية في الوجدان الأردني، مبينًا أن العمل التطوعي كان وما يزال ركنًا أصيلًا في الهوية الوطنية، وامتدادًا لإرث الدولة الأردنية وقيادتها الهاشمية".
وأضاف العدوان في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية "بترا"، أن الأردن، بقيادته الهاشمية، قدّم عبر تاريخه نموذجًا في مساندة الأشقاء في مختلف الظروف، عبر مبادرات إنسانية جسّدت قيم الإيثار والتكافل، ورسّخت مكانته كدولة فاعلة في العمل الإنساني الإقليمي والدولي.
وأوضح، أن الجهود التطوعية التي ينفذها الشباب الأردني، أفرادًا وفرقًا ومؤسسات، أسهمت في إحداث أثر ملموس في المجتمعات المحلية، مشيرًا إلى أن التطوع أصبح لدى شريحة واسعة من الشباب ممارسة يومية تُعبّر عن المسؤولية والأخلاق، وتلقى صدىً إيجابيًا داخل الأردن وخارجه.
وأشار العدوان إلى أن الحكومة قطعت شوطًا مهمًا في دعم العمل التطوعي ضمن خططها الوطنية، لافتًا إلى جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي التي أطلقت برعاية سمو ولي العهد، ودورها في تكريم الجهود التطوعية وتعزيز ثقافة المبادرة والتميّز.
كما أكد، أن توقيع سمو ولي العهد على ميثاق العمل التطوعي الأردني، شكّل خطوة مهمة نحو مأسسة العمل التطوعي وتطوير منظومته.
وبين، أن وزارة الشباب تدرج التطوع ضمن برامجها الأساسية منذ عقود، من خلال معسكرات الحسين للعمل والبناء، والبرامج المتصلة بمحوري المواطنة الفاعلة والمشاركة والقيادة في الاستراتيجية الوطنية للشباب.
كما لفت إلى إنجازات منصة "نحن" - إحدى برامج مؤسسة ولي العهد والتي تنفذ بدعم من منظمة "يونيسف" وبالتعاون مع الوزارة حققت الكثير من الإنجازات متمثلة في أكثر من 203 آلاف متطوع مسجل، وأكثر من 6 ملايين و976 ألف عمل تطوعي، وأكثر من مليون و80 ألف فرصة تطوعية للشباب في مختلف المحافظات.
وأكد العدوان، أن المرحلة المقبلة ستشهد إدراج التطوع كأحد المحاور الرئيسة في الاستراتيجية الوطنية للشباب (2026–2030)، إلى جانب العمل بالشراكة مع الجهات المعنية على إعداد تشريع وطني ينظّم العمل التطوعي ويعزز استدامته ويواكب التطورات الحديثة في هذا المجال.
من جهته قال مدير إدارة النشاطات التربوية في وزارة التربية والتعليم، عبدالحكيم الشوابكة، إن وزارة التربية والتعليم، تُعنى بغرس قيم العمل التطوعي وترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي والإنساني، وزرع حب الانتماء للمدرسة والوطن لدى الطلبة، لافتًا أن الوزارة تهدف من خلال أنشطتها التطوعية إلى صقل شخصية الطلبة، وترسيخ روح العطاء والمسؤولية والعمل الجماعي، وتهيئتهم لاكتساب مهارات التواصل وبناء علاقات ودية مع أقرانهم في مناخ يسوده الاحترام والتفاعل الإيجابي، وبشكل جاذب وآمن للطلبة.
وبين، أن من أبرز النشاطات التربوية التي ترسخ قيم العمل التطوعي: جائزة الحسين للعمل التطوعي، من خلال تنظيم الجهود التطوعية وترسيخ مبادئ البر والإحسان في وجدان الطلبة من خلال توثيق المبادرات على منصة "نحن" (المنصة الوطنية للتطوع)، التي سجل عليها 20 ألف طالب ووثّقوا أكثر من مليون فرصة تطوعية.
وأشار إلى أن مدارس الوزارة (الخاصة والحكومية)، تتنافس مع مؤسسات الدولة للفوز بهذه الجائزة السامية، وبلغ عدد المسجلين ونحن بانتظار إعلان الجوائز للموسم الثالث، لافتًا في الوقت ذاته إلى جائزة الحسن للشباب التي تهدف إلى تحفيز جهود الطلبة وتعزيز ثقافة العمل التطوعي المتميز لخدمة المجتمع وتعميق الحس الوطني، وقد استفاد منها 400 طالب خريج.
وأوضح، أنه من بين النشاطات التربوية مبادرة "لمدرستي أنتمي" وهي المظلة الأكبر للمبادرات البيئية، تهتم بتحسين البيئة المدرسية وغرس قيم النظافة والانتماء للمدرسة لدى الطلبة باعتبارها بيتهم الثاني، وقد أحدثت فرقًا واضحًا في مدارس المملكة وهي تدخل عامها الثالث، إضافة إلى البرنامج الوطني "بصمة" الذي تنفذه الوزارة لاستثمار أوقات الطلبة خلال العطلة الصيفية وإكسابهم مهارات حياتية ومعرفية، واستمر البرنامج 11 يومًا لمئتي طالب ومئتي طالبة لكافة المديريات البالغة عددها 42 مديرية، بالإضافة إلى الثقافة العسكرية بمشاركة تقارب 17,200 طالبًا وطالبة.
وقال الشوابكة، إن المدرسة الصيفية التي استهدفت طلبة الصفوف من الرابع حتى العاشر الأساسي، واستفاد منها عشرة الآف طالب وطالبة، وامتدت لأربعة أسابيع متتالية بمسارين متوازيين للتعليم الشيق والمتعة، وكذلك حملات النظافة للمدارس والمتنزهات وأماكن العبادة والمرافق العامة، والمشاركة في الخطة الوطنية لإدارة النفايات.
وأوضح، أنه يتم تفعيل يوم التطوع العالمي بحملات نظافة واسعة في جميع المديريات، وتنفيذ حملات التبرع بالدم بالتعاون مع بنك الدم في مركز الوزارة وجميع مديريات التربية والتعليم، والحملات البيئية وإعادة تدوير الكتب المدرسية والزي المدرسي، وزراعة الأشجار في يوم الشجرة، وفي المخيمات الكشفية، وحملات قطاف الزيتون في المدارس، وزراعة العديد من الأشجار المثمرة وزيناتية في المدارس كافة.
وأكد، أن هناك أشكالاً عدّة من فعاليات العمل التطوعي تتضمن مساحات عدة من المجالات الاجتماعية والوطنية والبيئية والرياضية والخدمة وغيرها.
بدوره، أكد الدكتور يوسف محمد الشرمان، أستاذ علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية، أهمية العمل التطوعي كتعبير أصيل عن الانتماء الوطني والمسؤولية المجتمعية، وذلك بمناسبة احتفال الأردن والعالم باليوم العالمي للتطوع الذي أقرته الأمم المتحدة في الخامس من ديسمبر من كل عام منذ 1985.
وأشار الشرمان إلى أن احتياجات المجتمعات تتغير بوتيرة متسارعة، مما يستدعي تطوير مجالات العمل التطوعي لمواكبة هذه التحوّلات، لافتًا إلى ظهور أنماط جديدة من التطوع أكثر تخصصًا وتقنية، مثل "السياحة التطوعية" التي تتيح للمتطوعين تقديم خبراتهم خارج حدود أوطانهم، خاصة في الدول النامية، سواء في مجالات البناء أو الصحة أو غيرها وفقًا لقدراتهم.
ولفت إلى الدور المتعاظم للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إعادة صياغة مفهوم التطوع، من خلال تحليل احتياجات المجتمعات بدقة وتوجيه المتطوعين نحو الفرص المناسبة، وتوفير التدريب اللازم، وقياس الأثر التنموي، مما يوسع نطاق المشاركة ويعزز كفاءة العمل التطوعي.
وأكد، أن التطوع يمثّل ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة بمجالاتها الاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها، معربًا عن ثقته بقدرة الشباب الأردني، الذين يشكلون عماد المجتمع، على قيادة هذه المسيرة، خاصة مع إعلان الأمم المتحدة عام 2026 "عامًا دوليًا للمتطوعين من أجل التنمية المستدامة".
ودعا الشرمان إلى ضرورة ترسيخ ثقافة التطوع بعيدًا عن النمط الموسمي، والتحوّل نحو العمل المؤسسي المُمنهج والقائم على الكفاءة والاستدامة، مشددًا على أهمية مشاركة القطاع الخاص والمؤسسات في تنفيذ مشاريع تطوعية كبيرة ذات أثر مجتمعي ملموس وطويل الأمد.
وفي رسالة الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة هذا اليوم، وذلك عبر الموقع الالكتروني للجمعية، قال: نكرم في هذا اليوم الملايين في جميع أنحاء العالم الذين يتقدمون لخدمة مجتمعاتهم والنهوض بالصالح العام.
وأشار إلى أن موضوع هذا العام،"لكل مساهمة أهميتُها"، يذكّرنا بأن كل شخص لديه شيء مفيد يستطيع أن يقدمه، وبأن حماس المتطوعين وخبراتهم مفيدان لكل قضية، سواء تمثلت تلك القضية في مكافحة الجوع أو تغير المناخ أو العمل الإنساني.
وأعرب عن أعمق آيات الامتنان لأكثر من 14 ألف شخص أسدوا وما زالوا يُسدون خدماتهم من خلال برنامج متطوعي الأمم المتحدة، ولعدد لا يحصى من الأشخاص الآخرين الذين يسهمون بوقتهم ومواهبهم لمساعدة الجيران والغرباء على حد سواء. إنكم تساهمون، بالتزامكم وتضامنكم وتعاطفكم، في تشكيل عالم أفضل.
وبحسب الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإنه تم الإطلاق الرسمي العالمي للسنة الدولية للمتطوعين من أجل التنمية المستدامة للعام القادم، تقديرًا لجهود المتطوعين الذي يقدّر عددهم حول العالم نحو مليار شخص، ويقدّم 70 في المئة منهم جهودهم بطرق غير رسمية عبر مساندة مجتمعاتهم مباشرة، فيما ينخرط 30 في المئة من خلال مؤسسات وهيئات رسمية، ويتخذ التطوّع أشكالًا متعددة، تشمل المبادرات المحلية، والمنصّات الرقمية، والتكليفات الدولية.
يشار إلى أن الجمعية العامة لدى الأمم المتحدة دعت الحكومات إلى الاحتفال سنوياً بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في 5 كانون الأول (القرار 40/212 من قرار 17 كانون الأول 1985) وحثت على اتخاذ تدابير لزيادة الوعي بأهمية إسهام الخدمة التطوعية، وبالتالي تحفيز المزيد من الناس في جميع مناحي الحياة على تقديم خدماتهم كمتطوعين، سواء في الداخل والخارج.
--(بترا)
ب ن/م ق


05/12/2025 19:00:52

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية © 2025