الاخبار
 

                                                                                                                   

الرئيسية                 إتصل بنا    English

 

              
 

 

55/ محافظات/ معان: العمل التطوعي خدمة للوطن وتعزيز للتلاحم المجتمعي      

 

  معان 5 كانون الأول (بترا)- عمر المعاني - تُعدّ ثقافة العمل التطوعي المتجذّرة في المجتمع الأردني من أبرز سماته الراسخة، حيث يحرص الأردنيون على دعم هذا النهج وتعزيز قيم التلاحم والتعاضد التي جُبل عليها أبناء الوطن عبر الأجيال.
وقد أسهمت هذه القيم في بناء نسيج اجتماعي متماسك يسوده التكافل والإيثار، ويتجلّى ذلك في سعيهم المستمر لقضاء حوائج الآخرين ونجدة الملهوفين، ولعل أبرز دليل على ذلك ما قدمته المملكة وقيادتها الهاشمية من جهود إنسانية مؤخراً، عبر إيصال المساعدات إلى قطاع غزة وتأسيس الممر الإغاثي الأردني خلال الحرب.
وأكد مسؤولون في محافظة معان، خلال أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أنه بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين الذي يأتي هذا العام تحت شعار «كل إسهام يصنع فارقاً» الذي يصادف 5 من كانون الأول من كل عام، يُحتفل به في الأردن مع العالم أجمع، بهدف تعزيز هذه القيمة الإنسانية العظيمة في المجتمع، وإبراز دور المتطوعين وإسهاماتهم في التنمية الشاملة.
وقال محافظ معان خالد الحجاج، إن القيادة الهاشمية تحرص على دعم العمل التطوعي وتعزيز دوره في المجتمع، وهو ما يتجلى في المبادرات الملكية السامية والمشاريع الريادية، وفي مقدمتها جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي وهيئة شباب كلنا الأردن، والمنصة الوطنية للتطوع ومشاركة الشباب "نحن"، إلى جانب برامج ومبادرات أخرى تدعم المتطوعين وتعزز دورهم في المجتمع.
وأضاف، أن العمل يجري في محافظة معان، انسجاماً مع الرؤية الملكية السامية، على ترسيخ مفهوم العمل التطوعي باعتباره قيمة إنسانية وحضارية جليلة تجسد الثوابت الوطنية، وتسهم في تعزيز حب الوطن والحسّ بالمسؤولية لدى أفراد المجتمع وتحفيز روح المبادرة لديهم، بما يسهم في استثمار المهارات والخبرات والطاقات الفردية والجماعية، سواء لدى المواطنين أو الموظفين في مختلف المؤسسات والدوائر الحكومية، بما يفعّل دورهم في خدمة مجتمعهم وتطويره.
وأشار الحجاج إلى أن التطوع بجميع أشكاله يعدّ من ركائز الرفاه والاستقرار والسعادة في المجتمع، وهو ما يميّز أبناء محافظة معان بما عُرفوا به من عمل الخير والعطاء والتكاتف و"الفزعة" والعمل لأجل خدمة الوطن، مؤكداً استمرار الجهود لدعم العمل التطوعي واستدامته، وتعزيز قيم التطوع والتكافل والتلاحم المجتمعي بين أفراد المجتمع.
وأوضح مدير أوقاف محافظة معان باسم الخشمان، أن العمل التطوعي مندوبٌ ومرغوبٌ ديني وواجب وطني، والتزام أخلاقي تجاه الإنسانية في كل زمان ومكان، لافتاً إلى أن مفهوم التطوع يحمل مضامين وقيماً أخلاقية رفيعة، ومنهجاً تربوياً تتكامل فيه جهود المتطوعين وتعاونهم مع مختلف فئات المجتمع، بما يعزز قيم البذل والعطاء.
وأشار إلى أن للعمل التطوعي أصلاً شرعياً ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، مستشهداً بقوله تعالى: «ومن تطوّع خيراً فإن الله شاكر عليم»، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أحبُ الناس إلى الله تعالى أنفعُهم للناس»، مضيفًا أن التطوع يشكل روح العمل الإنساني، وأحد العوامل الأساسية في ترسيخ مبادئ الرحمة والتماسك وبناء مجتمع أكثر تضامناً وتعاوناً.
وأكد مدير شباب محافظة معان، ممدوح أبو تايه، أن المملكة تولي اهتماماً متزايداً بمنظومة العمل التطوعي، بوصفها وسيلة فعّالة لتعزيز التماسك المجتمعي ودعم مسارات التنمية المستدامة، لدورها في تحفيز مشاركة الأفراد والمؤسسات في المبادرات التطوعية، مما يسهم في تحقيق أهداف التنمية ويعزز الروابط الاجتماعية.
وأوضح أبو تايه، أن المديرية تعمل على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي والإنساني لدى الشباب من خلال تنفيذ برامج ومبادرات وأنشطة تطوعية بشكل دوري في مختلف مناطق المحافظة، إلى جانب إشراكهم في الفعاليات والحملات التي تنفذها الجهات الأخرى، بهدف استثمار طاقاتهم ومواهبهم وترسيخ حب الوطن في نفوسهم.
وشدد على أهمية دور المؤسسات الشبابية والمجتمعية في توفير فرص تطوعية تتيح لأبناء المجتمع المساهمة الفاعلة في خدمة وطنهم ومحيطهم.
وأشار أبو تايه إلى أن هناك العديد من الشباب والشابات من أبناء معان ممن قدمو نماذج مشرفة في العطاء وتحمل المسؤولية، وأسهموا بصورة مباشرة في تعزيز الجهود التطوعية وإحداث تغيير إيجابي في المجتمع.
وقال منسق هيئة شباب كلنا الأردن في محافظة معان، أحمد الجرادين، إن من الضروري تشجيع المجتمع بمختلف شرائحه على العمل التطوعي وتعزيز الوعي لدى الأجيال بأهمية المشاركة في المبادرات التطوعية، مع التأكيد على أن يكون للشباب دور ومساهمة تحمل بُعدا إنسانيا في خدمة الوطن.
وأشار إلى أن حب الوطن يُترجم من خلال المشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع، وهو ما يمنح الفرد شعورًا بتحقيق ذاته ويعزز في الوقت نفسه الانتماء والولاء.
وأوضح، أن مشاركة الشباب في الفرص التطوعية التي توفرها الهيئة باتت أكثر حضورًا كلما أتيحت، في ظل تنامي الوعي لدى الشباب بأهمية العمل التطوعي، بما يعكس الإيمان الراسخ لدى شباب وشابات معان بهذه الثقافة.
وحثّ الجرادين الشباب على الانخراط في الأعمال التطوعية، وتوجيه الطاقات الشبابية نحو المبادرات التي تعود بالنفع على المجتمع، لما لذلك من أثر إيجابي يعمّ فائدته على الجميع، ويسهم في استثمار أوقات الفراغ بما يعود بالنفع على الفرد، فضلا عن دوره في تنمية مهارات الشباب وبناء شخصياتهم.
وقال أحد المتطوعين في معان، فهد البزايعة، إن العمل التطوعي يعد قيمة مجتمعية راسخة تجسد معاني التكافل والتآخي والتعاون بين أفراد المجتمع، مؤكداً أنه يضيف إلى شخصية المتطوع خبرات واسعة ومعاني عميقة تعزز ثقته بنفسه وشعوره بالانتماء، ويعكس أيضاً ما يحمله من مشاعر البذل والعطاء والرغبة الصادقة في خدمة وطنه ومجتمعه.
--(بترا)
ع م/م ق



05/12/2025 20:38:00

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية © 2025