الاخبار
 

                                                                                                                   

الرئيسية                 إتصل بنا    English

 

              
 

 

80/ محافظات/ مدافئ الحطب فاكهة الشتاء ورفيقة المجالس       

 

  اربد 19 تشرين الثاني (بترا) محمد المومني- تعتبر المدافئ منذ كانت على الحطب فاكهة الشتاء في الليالي الباردة ورفيقة المجالس حيث يلتف حولها أفراد الأسرة والضيوف في المدن والقرى والبوادي يتسامرون بحكايات متوارثة أو يبسطون قضية من قضاياهم بقصد مناقشتها حيث ترتسم صورة التآلف الأسري والاجتماعي.

ومع انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار خاصة في البادية وبعض الديوانيات تكتسب مدفأة الحطب طقوسها التراثية الجميلة ويجد كثيرون فيها فرصهم للابتعاد عن صخب الحياة واستعادة أجواء الشتاء القديمة التي كانت تجمع الأهل والجيران على قصص الماضي تتوسطهم دلة القهوة العربية والشاي واجواء الكرم الاردنية الاصيلة.

يقول الباحث في الدراسات الاجتماعية الدكتور خالد السلايطة، ان النار كانت قديما تمثل لدى البدو قيمة رمزية عميقة تتجاوز وظيفتها اليومية كالتدفئة والطبخ لتصبح علامة على الكرم والأمان والانتماء، مبينا انها في الموروث البدوي كانت تحمل دلالات رمزية لنزول ضيف في البيت واستقبال الوفود والزوار، وإرشاد القادمين لبيت المعزب ما جعلها رمزاً من رموز الجود وإغاثة المحتاج.
وبين السلايطة ان النار ارتبطت في حياة البادية بـ "سمر الليل" حيث يجتمع الرجال حولها لتداول الأخبار ورواية السّير والقصص واتخاذ القرارات المتعلقة بالقبيلة ما منحها بعداً اجتماعياً يوحد الجماعة ويجمعها على كلمة واحدة، لافتا الى أن إشعال النار ليلا قرب الخيام كان دلالة على اليقظة والاستعداد ورسالة للغريب بأن المكان مأهول وآمن.
من جانبه يشير الخبير في التراث الشعبي وصاحب متحف تراثي جاسر المومني إلى أن النار كانت على مدى عقود مركز الحياة الاجتماعية في الريف حيث يجتمع الكبار والصغار حولها لسماع الحكايات الشعبية وتبادل الاحاديث والتشاور حول تجارتهم البسيطة والزراعة والمجالات الاجتماعية، معتبرا أن هذا الطقس حافظ على استمراريته رغم التطور في وسائل التدفئة الحديثة.
وأضاف المومني، رغم ارتفاع أسعار الحطب خلال السنوات الأخيرة إلا أن هناك اقبالا على شراء الحطب مع بداية كل شتاء حيث يلجأ البعض لشراء كميات تكفي لعدة أشهر بينما يعتمد آخرون على الرحلات العائلية الأسبوعية التي يخصصون فيها وقتاً لإشعال النار وتحضير الأطعمة التقليدية مثل المكمورة والمسخن والشواء.
عبدالله العزام (مواطن) من لواء المزار الشمالي يؤكد ان مدفأة الحطب في الشتاء ليست وسيلة تدفئة فقط بل هي أيضا حالة اجتماعية ونفسية تعيد الدفء للقلوب قبل البيوت، مشيراً إلى أن "مجالس النار" في المزارع أصبحت متنفساً لكثير من العائلات وطقساً ينتظره الجميع مع أول موجة برد.

وقال العزام، إن مواقد الحطب باتت جزءاً من ثقافة الشتاء الأردني خاصة في القرى والأرياف التي تعتمد على بقايا الأشجار، لافتاً إلى أن الأهالي يحرصون على اختيار أنواع معينة من الحطب ذات الاشتعال الطويل والرائحة الطيبة مثل السنديان والزيتون.

وتبقى النار رغم كل ما توفره التكنولوجيا من وسائل تدفئة حديثة علامة من علامات الشتاء وقيمة عاطفية وثقافية تتجدد كل عام تجمع الناس على البساطة والدفء والذكريات لتظل فعلاً "فاكهة الشتاء" التي لا غنى عنها وسط نصائح
مديرية الامن العام في بداية كل موسم من خلال منصاتها على التواصل الاجتماعي بضرورة مراعاة شروط السلامة أثناء إشعال النار داخل المنازل أو في المناطق المفتوحة وضرورة توفير التهوية الكافية وعدم ترك النار مشتعلة دون مراقبة واتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع الحرائق وحوادث الاختناق.
--(بترا)
م ها/اح



19/11/2025 19:34:20

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية © 2025