الاخبار
 

                                                                                                                   

الرئيسية                 إتصل بنا    English

 

              
 

 

18/ محافظات/ أبو زيد.. صيّاد يحفظ ذاكرة البحر في العقبة ويروي حكاياته      

 

  العقبة 21 تشرين الثاني (بترا)- محمد القرعان- في ثغر الأردن الباسم، حيث تتداخل الجبال الحمراء مع زرقة البحر، رافقت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) البحّار محمد القطاونه (أبو زيد) في رحلةٍ بحريةٍ للتعرّف عن قرب على عالمٍ أمضى فيه أكثر من عشرين عامًا بين الأمواج.
بدأ أبو زيد حياته المهنية في العمل العام، قبل أن يقرر شراء قاربه الخاص ليكون مصدرًا للرزق ورفيقه الدائم في البحر الذي ارتبط به قلبًا وروحًا.
ويقول أبو زيد خلال الرحلة: "البحر بالنسبة إليّ هو المتنفس والهواء النظيف، والمكان الذي أجد فيه صفاء الذهن".
وخلال إبحاره، يعتاد أبو زيد قضاء ساعات طويلة يصطاد الأسماك ويتأمل الشعب المرجانية والكائنات البحرية، معتبرًا هذا المشهد جزءًا من يومه الطبيعي.
ويضيف وهو يشير إلى المياه الهادئة: "هذا البحر أصبح عالمي بكل ما تعنيه الكلمة، أرى فيه الأسماك والمرجان والشعب المرجانية وكأنها لوحات لا تنتهي."
يتحدث أبو زيد عن المفاجآت التي تخبئها أعماق الخليج، مشيرًا إلى الطائرة التجارية القديمة والدبابة الراقدة في قاع خليج العقبة، واللتين باتتا وجهتين مفضلتين للغواصين من مختلف بلدان العالم، ممن يقصدون المكان لاستكشاف مشاهد فريدة وكنوز مخفية في الأعماق.
ولا يتوقف حديثه عند البحر وحده، إذ يلتفت إلى المدينة التي يراها تنمو وتتغير أمام عينيه، مؤكّدًا أن العقبة اليوم تختلف كثيرًا عمّا كانت عليه قبل عشرين عامًا.
ويقول: "المدينة تتغير يومًا بعد يوم.. التطوير واضح في الشاطئ والخدمات، وكل مواطن يلمس هذا التغيير." كما يرى أن العقبة أصبحت مقصدًا سياحيًا عالميًا لما تتمتع به من شمس دافئة وبحر فيروزي وطيبة أهلها، فضلًا عن الخدمات السياحية المتطورة التي جعلتها نقطة جذب لزوار من مختلف دول العالم.
ويؤكد أبو زيد، أن مهنة الصيد ليست مجرد عمل، بل جزء من هوية العقبة وتراثها البحري العريق؛ فهي من أقدم المهن في المدينة وتعكس علاقة قوية بين سكانها والبحر الأحمر.
ويوضح أن الصيد يوفر مصدر رزق رئيسيًا للعديد من العائلات، خاصة في مواسم وفرة أنواعٍ مثل التونة والسردين، ويسهم في تزويد الأسواق بالأسماك الطازجة التي تعد جزءًا أساسيًا من المائدة العقباوية.
كما يضيف أن المهنة تسهم في تنشيط السياحة عبر البطولات والرحلات البحرية وتجارب الصيد التي يقبل عليها الزوار.
وتنقل وكالة (بترا) ملاحظاته عن البعد الثقافي لهذه المهنة التي يصفها بأنها إرث تاريخي واجتماعي متجذر في وجدان أبناء المدينة، وتراث يجب الحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة.
وفي نهاية الرحلة، يبتسم أبو زيد وهو ينظر إلى الأفق قائلاً: "الكل هنا متعاون ومرح، والعقبة مثل البحر، كل يوم فيها شيء جديد وجميل، ومهنة الصيد ليست عملاً فقط، بل تاريخ ورزق وكرامة".
--(بترا)
م ق/م د/أس

21/11/2025 13:04:11

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية © 2025