الاخبار
 

                                                                                                                   

الرئيسية                 إتصل بنا    English

 

              
 

 

62/ ثقافة/ أكاديميون يعاينون معجم الدوحة التاريخي للغة العربية      

 

  عمان 28 تشرين الأول (بترا)- عاين أكاديميون متخصصون في اللغة العربية وآدابها في ندوة عقدها منتدى مؤسسة عبدالحميد شومان الثقافي، بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، مساء أمس الاثنين، معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.
وشارك في الندوة التي حملت عنوان "المعاجم التاريخية للغات ومعجم الدوحة التاريخي للغة العربية"، المدير التنفيذي
للمعجم أستاذ الأدب العربي واللغويات الدكتور عز الدين بوشيخي، وأستاذ الأدب العربي في جامعة مؤتة الدكتور جزاء مصاروة، وأستاذ الأدب الجاهلي في الجامعة الأردنية الدكتور عمر الفجاوي، وأستاذ اللغة العربية في جامعة البترا الدكتور خالد جبر، وأدار الفعالية أستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور إسماعيل القيام.
ويعد معجم الدوحة التاريخي للغة العربية جهدا علميا كبيرا قام به المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، بهدف تأريخ مفردات اللغة العربية منذ نشأتها في نقوش ما قبل الإسلام، مرورا بالنص القرآني والشعر العربي ونصوص الحديث النبوي والملفات في مختلف الحقول المعرفية، عبر المراحل المتعاقبة إلى العصر الحديث.
واستهل الندوة الدكتور بوشيخي، الذي أكد أن معجم الدوحة سيسهم بإعادة الاعتبار للغة العربية بوصفها كائنا حيا متطورا، متأثرا بالسياقات الحضارية والفكرية، ويمثل خطوة مؤسسية رصينة في سبيل بناء مشروع عربي لغوي نهضوي، يوازي ما أنجزته لغات عالمية في ميادين المعاجم التاريخية، مشيرا الى انه شارك في تحرير المادة المعجمية وتدقيقها واعتمادها عدد كبير من اللغويين من سائر الدول العربية.
وبين أن المشروع أتاح منصة إلكترونية تفاعلية تيسّر للباحثين والمهتمّين الوصول إلى قاعدة بيانات لغوية ضخمة، وتفتح آفاقًا غير مسبوقة لدراسة المعاجم من منظور زمني وثقافي متطور، لافتا إلى أنه لا يقتصر على الجانب اللغوي الصرف، بل يخدم كذلك الدراسات التاريخية، والاجتماعية، والفكرية، إذ يُبرز كيف عبّرت اللغة العربية عن تحولات المجتمع العربي عبر القرون.
وأوضح أن للمعجم معايير وضوابط دقيقة وصارمة لكيفية التعامل مع الكلمات، وكيفية بناء مداخلها المعجمية، لافتا إلى أن البيانات التي يقدمها المعجم من الناحية العلمية والحجم، تستعمل كذلك في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وفي تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية.
وكشف البوشيخي أن المعجم سيتم إطلاقه في 22 كانون الأول المقبل، متزامنا مع عقد مؤتمر حول الذكاء الاصطناعي وخصائص اللغة العربية، ويستمر يومين.
من جهته أشار الدكتور مصاروة إلى المحاولات التاريخية التي بذلت سابقا للوصول لبناء معاجم تاريخية، ولكنها لم تكتمل لعدة أسباب من أهمها الدعم المالي.
ولفت إلى أن معجم الدوحة التاريخي سيفتح آفاقا جديدة في البحث العلمي، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يعمل المعجم على تطوير الصناعة المعجمية العربية وإنتاج معاجم جديدة متفرعة عن معجم الدوحة التاريخي، وفتح الآفاق لمشاريع بحثية جديدة خاصة بتطوير الدلالة والتأصيل الدلالي والمعنى المحوري.
بدوره، أوضح الدكتور عمر الفجاوي بأمثلة دقيقة أن معجم الدوحة التاريخي قد أكد أمورا وصحح أخرى، فمن ذلك أن مصطلح الجاهلية لم يستعمل في العصر الجاهلي وأن لفظة تكفير ليست مستعملة في ذلك العصر، وأن أول استعمال لها كان في شعر الكميت بن زيد الأسدي المتوفى في الثلث الأول من القرن الثاني الهجري.
ولفت إلى أن بعض الألفاظ غير المستعملة في العصر الجاهلي تحمل دلالات على أن العرب في الجاهلية كانوا ذوي مروءات وشهومات، موضحا أن الذي دعانا إلى تثبيت هذا الحكم أن معجم الدوحة التاريخي قد أنبأنا بأول استعمال لها.
الدكتور جبر الذي أكد أهمية المعجم، نوه بالجهود التي بذلت لإنجازه، والجهود المكرسة للاستمرار في تطويره مستقبلاً، ليظل حاضراً كقوة ثقافية تدعم الباحثين والدارسين والأدباء.
وقدم جبر إضاءات حول ما ورد في معجم الدوحة التاريخي مثل موضوع المعنى والتاريخ وعلاقتهما ببعضهما البعض.
وكان الدكتور القيام أشار في بداية الفعالية إلى أنه بالرغم مما يلمسه المطلع على معجم الدوحة التاريخي من جودة العمل الفائقة سواء في الجانب اللغوي أم الحاسوبي وسهولة الوصول، فإن مما تطمئن له النفس أن إدارة المعجم آخذة على عاتقها الاستمرار في تطويره، وتحديثه وفق المراجعة المستمرة التي ستتابع العمل على تحديث المعجم، ووفق ما يصل إليها من ملاحظات أو أفكار في ضوء الاطلاع على المعجم كاملاً بعد إعلان اكتماله نهاية هذا العام.
يشار إلى أن "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية"، هو مشروع علمي ضخم أطلقه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة عام 2013، ويُعدّ الأول من نوعه على مستوى العالم العربي من حيث المنهج والأهداف، وهو لا يقتصر على تحديد معاني الكلمات، بل يتتبع تطورها الدلالي عبر العصور، مستندًا إلى نصوص موثقة ومؤرخة من مختلف الحقول المعرفية: الدينية، والأدبية، والتاريخية، والفقهية، والعلمية، والإعلامية، وشبكات التواصل الاجتماعي.
--(بترا)
م ت/رق


28/10/2025 15:58:53

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 



 

 

 

 

 
 

جميع الحقوق محفوظة لوكالة الأنباء الأردنية © 2025