9/ دولي /التجارة العالمية: فرص كبرى للشرق الأوسط في عصر الذكاء الاصطناعي
|
عمان 18 أيلول (بترا) - أظهر تقرير التجارة العالمية 2025، أن الذكاء الاصطناعي بات يغير ملامح التجارة الدولية بسرعة، مرجحا أن يسهم في رفع التجارة العالمية بنسبة تصل إلى 40 بالمئة بحلول عام 2040، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 12–13بالمئة في نفس الفترة. وبحسب بلومبيرغ الاقتصادية، أكد التقرير الصادر عن منظمة التجارة العالمية الليلة الماضية، أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المناطق التي تمتلك موارد وفيرة من الطاقة الشمسية والرياح، ما يمنحها ميزة تنافسية محتملة لاستضافة مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وتطوير الخدمات الرقمية. وأشار التقرير إلى أن هذه الفرص مرتبطة بقدرة دول المنطقة على جذب الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية، وتبني سياسات تنظيمية واضحة ومشجعة. وركز على أن الاستفادة من هذه التحولات لن تكون متساوية بين جميع الاقتصادات، حيث ستعتمد بشكل أساسي على البنية التحتية الرقمية، والقدرة على الاستثمار في الطاقة المتجددة، والسياسات الداعمة لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن الاستثمارات العالمية في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي بلغت 400 مليار دولار عام 2024، وأن الطلب المتزايد على الطاقة المستدامة يفتح نافذة استراتيجية أمام الدول العربية الغنية بالطاقة الشمسية والرياح للانخراط في هذا المسار العالمي. ولفت إلى وجود فجوة واضحة في السياسات رغم الإمكانات الكبيرة، إذ تمثل الاقتصادات ذات الدخل المرتفع 69 بالمئة من جميع السياسات العالمية الداعمة للطاقة المتجددة، في حين لا تتجاوز حصة الاقتصادات منخفضة الدخل 1.5 بالمئة. وأشار إلى أن هذه الفجوة تظهر جلية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يمكن أن يؤدي تعزيز الأطر السياسية والتنظيمية إلى إطلاق فرص ضخمة في مجال التجارة الممكنة بالذكاء الاصطناعي. وأبرز التقرير أن التجارة يمكن أن تكون وسيلة لتمكين المنطقة من دخول سلاسل القيمة العالمية للذكاء الاصطناعي، من خلال تصدير الموارد الأساسية (مثل المعادن والمواد الخام)، أو من خلال استضافة مراكز البيانات والخدمات السحابية، أو عبر المشاركة في الخدمات الرقمية القابلة للتصدير مثل الطب عن بعد، تحليل البيانات، المحتوى الرقمي. وخلص التقرير إلى أن الشرق الأوسط والدول العربية أمام فرصة استراتيجية تاريخية لربط مواردها الطبيعية المتجددة بالاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، ما قد يحولها إلى مركز إقليمي للتجارة الرقمية ويعزز مساهمتها في الاقتصاد العالمي. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن تحقيق هذه الفرص يتطلب تسريع الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتبني سياسات داعمة، وتعزيز التعاون الدولي، لتجنب اتساع الفجوة مع الاقتصادات المتقدمة. -- (بترا) رصد/رس/أ م/ب ط
18/09/2025 09:56:49
|